بعوي: جهة الشرق شكلت قاعدة لزعماء التحرر الإفريقي.. ومنتدى الجهات لبنة لصناعة المصير المشترك دون وصاية
أكد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، على رمزية احتضان الأخيرة للدورة الأولى لمنتدى جهات إفريقيا، والذي تجرى فعالياته بأحد فنادق مدينة السعيدية، على مدار ثلاث أيام، ويعرف مشاركة 20 دولة إفريقية وأزيد من 400 مشارك ومشاركة، يتقدمهم 85 رئيس ورئيسة جهة من مختلف دول القارة السمراء.
بعد كلمته الترحيبية، قال بعيوي إن احتضان جهة الشرق لهذا منتدى الإفريقي، امتداد تاريخي لما مثلته المنطقة من قاعدة حاضنة لمختلف زعماء القارة منذ خمسينيات القرن الماضي، مردفا "كانت مدينة بركان خلال الخمسينات والستينات، قاعدة يتمرس فيها قادة حركات التحرير الإفريقية على كل أساليب النضال والكفاح، على غرار الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا والرئيسين السابقين لجمهورية الجزائر، أحمد بن بلة وعبد العزيز بوتفليقة، الأخير الذي ولد وتربى ودرس في مدينة وجدة".
وأضاف، قائلا: "اليوم، ها هي جهة الشرق تستقبل أبناء وأحفاد قادة ثورة التحرير الإفريقية لمتابعة مسيرتها ومواقفها الثابتة من أجل صناعة محطة نضالية أخرى، تستهدف هذه المرة إزالة قناع التخلف والجهل والفقر والبطالة، وبناء مجتمع إفريقي شامل على قواعد المساواة والعدالة الاقتصادية والبيئية والثقافية والتكنولوجية".
وتابع رئيس مجلس جهة الشرق، قائلا: "في هذا الإطار، إنه من حقنا أن نرى ميلاد منتدى جهات إفريقيا على هذه الأرض، والذي انبثقت فكرة تأسيسه على هذه الأرض أيضا، مكسبا لجعل جهاتنا تلعب دورا أساسيا نعتز ونفتخر به، ولبنة أخرى تربط الحاضر بالماضي وتستشرف المستقبل بعقل يدرك أن أهداف التحرر من الاستعمار نفسها أهداف التنمية المستدامة باعتبار أن الغاية في الحالتين ترمي إلى أن يصنع الأفارقة مصيرهم بأيديهم ويبنوا بلدانهم بسواعدهم دون تدخل أو وصاية من أحد".
وزاد قائلا: "من هذا المنطلق، تم تمكين الجهات الإفريقية من أداة تنظيمية بدأت تشق طريقها إلى الوجود، انطلاقا من التوصيات الصادرة عن المناظرة الأولى للتعاون المركزي المنعقدة بتاريخ 17 فبراير 2011، وبعد ذلك حسمت المناظرة الثانية بتاريخ 27 أبريل 2018 بمدينة وجدة، بصفة مفصلية، وأوصت من خلال إعلان وجدة الموقع من طرف 24 بلد إفريقي، بضرورة تأسيس منتدى جهات إفريقيا".
وأبرز بعوي، في معرض مداخلته، على الدور الذي لعبته سياسة الملك محمد السادس، حيث "كان المغرب من الرواد الطلائعيين الذين دعموا بالمال والديبلوماسية أغلب حركات التحرير الإفريقية وكان من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، وتراه يلعب حاليا دورا طلائعيا داخل مؤسسة الاتحاد الإفريقي بما يخدم مصالح إفريقيا وتنميتها المستدامة والدفاع عن وحدة ترابها ضد النزاعات الانفصالية وإرادة الهيمنة والإرهاب. لقد تمت ترجمة هذه الرؤية المولوية في الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك محمد السادس في أديس أبابا في يناير 2017، عبر فيه عن القيم المثلى لسياسة التعاون والتضامن والتواصل وبناء جسر الأخوة واليد الممدودة التي يجب أن تشكل المسلك الصحيح لبناء الإنسان الإفريقي".
وتابع، قائلا: "في ضوء ما تقدم، تقدمت توجيهات جهة الشرق إلى تفعيل مقتضيات المنظومة القانونية التي جاءت بها الجهوية المتقدمة المعتمدة في بلادنا، بحيث بادرت إلى توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع بعض الجهات الإفريقية الصديقة؛ في كل من ساحل العاج وبوركينا فاسو والسنغال وكينيا ومالي وموريتانيا، شملت محاور مختلفة، تتعلق بالاقتصاد التضامني والاجتماعي وتوفير المنح الدراسية للطلبة المنحدرين من هذه الجهات لاستكمال دراستهم وتكوينهم بمختلف مؤسسات ومدارس التعليم العالي التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة إلى جانب مراكز التكوين المهني".
وأضاف رئيس جهة الشرق "لقد تعززت هذه الديناميكية بالمبادرات التي اتخدتها مختلف جهات المملكة مع مثيلاتها في البلدان الإفريقية الصديقة، في إطار التعاون اللامركزي، هذه التجربة عرفت زخما كبيرا بإحداث الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي بالجهات الترابية، من طرف المديرية العامة للجماعات الترابية".
وسيكون منتدى جهات إفريقيا، فرصة للمناقشة وتقاسم تجارب الحكومات المنفتحة وكذا إخراج خارطة طريق في أفق 2063-2030، متعلقة بالمساهمة الفعلية والفعالة للحكومات الجهوية في التنمية المستدامة ودينامية الاندماج على المستوى الإفريقيي.
وسيعرف اليوم الأول من المنتدى، تنظيم ست ورشات، تهم كل من الحكومات الجهوية والبيئة المؤسساتية، التحديات البيئية، التنافسية الترابية، تحديات الموارد البشرية والمادية، الحكومة المفتوحة "Open Gov" ثم الانخراط الإفريقي، وذلك بمشاركة عدة خبراء في المجال، مغاربة وأفارقة من جنوب الصحراء.